الثلاثاء، 15 أكتوبر 2019


تناقض السياسة الأمريكية تجاه السودان
د. شمس الهدى إبراهيم إدريس
وضمت وزارة الخارجية الأمريكية السودان إلى قائمتها للدول الراعية للإرهاب عام 1993، متهمة الخرطوم بإيواء "متشددين محليين ودوليين من بينهم ، في فترة ماضية، أسامة بن لادن زعيم القاعدة
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية على الخرطوم في 1997 لاتهامها بدعم مجموعات إرهابية بما فيها تنظيم القاعدة الذي أقام مؤسسه وزعيمه السابق أسامه بن لادن في السودان في الفترة من 1992 إلى 1996.
تضع ملامح سياسة واشنطن الخارجية تجاه السودان في مقدمتها الكونجرس ومجلس الشيوخ والبيت الأبيض والخارجية الأمريكية ومجموعات الضغط والشركات الكبرى، خاصة شركات النفط وتصنيع الأسلحة، هذه مجموعات مختلفة بمصالح مختلفة، وهذا يشير في بعض الأحيان لتناقض واضح للناس في التعاطي مع السودان لتباين المصالح بين هذه الجهات.
أحيانا يوجد تعاون أمني بين الخرطوم وواشنطن، ولكن العلاقات بين البلدين متدهورة.
السودان تعاون مع أمريكا في مجال مكافحة الإرهاب، حتى قال الأمريكيون أنفسهم إنه تعاون أكثر مما كنا نتوقع.
فل التقرير السنوي لوزارة الخارجية الأمريكية، حول مكافحة الإرهاب، بإشادات غير معهودة للسودان. وأقر بإحراز الخرطوم خطوات متقدمة حيال وقف دعم التنظيمات المصنفة إرهابية، وتعاونه مع الشركاء الإقليميين في مجالات المكافحة.
أكد وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور أن بلاده تواجه "مفارقة"، تتجلى في اعتراف واشنطن بالدعم الذي تقدمه الخرطوم لمواجهة الجماعات المتطرفة المسلحة، وابقائها رغم ذلك على القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب.

وقال غندور إنها "مفارقة أن نكون الدولة الأفضل في التعاون في مجال مكافحة الإرهاب وفي نفس الوقت (أن نكون) موجودين في قائمة الدول الراعية للإرهاب
وكان التقرير الذي صدر منذ أيام قد أدرج السودان ضمن عدة دول صنفت كمصدر خاص للقلق بشأن الحريات الدينية، بجانب السعودية، والصين، وإيران، وكوريا الشمالية ودول أخرى.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية السودانية، قريب الله خضر، اليوم الأحد، في بيان صحفي، إن وزارة الخارجية، تعرب عن أسفها البالغ لإعلان وزارة الخارجية الأمريكية قبل أيام، بإعادة إدراج السودان علي قائمة بلدان تشكل "مصدرا خاصا للقلق" ضمن تقريرها الدوري الخاص بالحريات الدينية.
وأضاف خضر، أن هذا الإعلان يتناقض والعديد من الإشادات التي حظي بها السودان  من العديد من رموز وقادة المؤسسات الدينية العالمية، أبرزهم كبير أساقفة كانتربري، ثم مفوض الحريات الدينية بالاتحاد الأوروبي، ووفد للكونحرس الأمريكي، وزيارة  مفوض شؤون الأديان بالخارجية الأمريكية ورئيس الكنيسة الإثيوبية الذي زار كنيسة الجالية بالسودان وأعلن عن إشادته بمستوي الأمن والحريّة واحترام حقوق المسيحيين في السودان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق