أمريكا وسلاح العقوبات
نموذج السودان!
د. شمس الهدى إبراهيم إدريس
كثيراً ما
استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية العقوبات الإقتصادية والسياسية على خصومها في
ظل الصراع الاستراتيجي بين الدول. فأخذت العقوبا ت مسارات ثلاث ، كل مسار له
أهدافه ومراميه . المسار الأول يمثل العقوبات
التي تصب في خانة صراع الاستراتيجيات وتمثله الدول الكبرى كما هو الحال مع
روسيا والصين وغيرها من الدول التي تتقاطع مصالحها معها. والمسار الثاني هي عقوبات
التي تفرضها على الدول الحليفة في ظل الإبتزاز والسيطرة. أما المسار الثالث هي
العقوبات التي تفرضها على الدول التي تريد أن تنتقم منها أو وتدمير ها
إقتصادياً ، إما لاسباب سياسية أو خدمةً للوبيات داخل المجتمع
الأمريكي.
بيدو أن
العقوبات التي فرضتها أمريكا على السودان من النوع أو المسار الثالث. والدليل على
ذلك أن رغم رفع العقوبات الإقتصادية عن
السودان ما زال السودان يعاني من تداعياتها بسبب اللوبي الإسرائيل داخل المؤسسات
الأمريكية وعزوف الشركات والمصارف والصناديق الدولية عن التعامل مع السودان بشفافية.
وكلما تقدم السودان خطوة للأمام في تنفيذ الاتفاقيات والمطالب التي تتقدم بها
المجموعات الأمريكية المفاوضة للسودان لتصفير الأزمات مع واشنطن ، قُبل ذلك التقدم بمطلوبات جديدة ومتنوعة تكون واضحة
في شكلها الظاهر ولكن مضمونها له أهداف أُخرى.
السؤال المهم
هل يمكن لواشنطن أن ترفع اسم السودان من قائمة الدول الداعمة للإرهاب حتى تكتمل
صورة رفع الحصار الإقتصادي . وأن ترجع الدولة والشركات والمؤسسات المالية أن
تتعامل مع السودان؟ أم أن الأمر يستمر على هذا الحال حتى يحقق أغراضه رغم تجاوب
السودان ومساهمته الفاعلة في تحقيق الأمن والسلم في المنطقة الذي أقرت به الأمم
المتحدة وكل التعاونين مع السودان. والؤال الثاني أين الأرهاب في السودان ؟ ألم
تكن منظمة "تحرك من أجل أمريكا هي التي تتبنى الإرهاب ضد الإسلام في العالم.
وهي التي تقف ضد رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. هل حدث في
السودان ضد غير المسلمين مثل ما حدث للمسلمين فب نيوزيلندا ؟ ألم يكن للإدارة
الأمريكية أجندة أخرى ضد السودان ؟ وهل كان بن لاند سودانياً. وأين نشأ وأين ترعرع
؟ وأين هو الأن؟.
يُعتبر وضع السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب ،
وهو أحد أزرع سلاح العقوبات الذي تستخدمه
الإدارة الأمريكية تجاه السودان. وتعلم الإدارة الأمريكية وضع السودان في قائمة
الدول الراعية للإرهاب كاف لعدم الاستفادة
من رفع العقوبات الإقتصادية. كما أنه
يساعد على الضغط على السودان للتخلي عن نظامه السياسي الذي يعتمد على الشريعة الإسلامية
أساس الحكم، وهو ذات المنهج الذي تتبناه منظمات معادية للإسلام .كما أن التطبيع مع
إسرائيل حاضراً عن أي نقاشات وحوارات بين الجانب الأمريكي السوداني الذي زمناً
طويلاً . وإن مقولة وضع السودان في قائم الإرهاب أمر لا أساس له من الصحة لأن أغلب
اعضاء الكونغرس على قناعة تامة أن السودان لاعلاقة له بالإرهاب من بعيد أو قريب.
ولكن مشكلة ترامب هي الأيدولوجية المسيطرة علية في دعم وتنفيذ كل ما تصبو إليه
إسرائيل . والسودان لو أنشأ أدنى حد من التقارب مع إسرائيل سيكون دولة غير إرهابية
يل دولة مسالة وتنشد السلم والأمن الدوليين.
إذاً وضع
السودان فيما يخص الإرهاب هو محاولة اخضاع دولته للإرادة الأمريكية واللوبيات داخل
المجتمع الأمريكي. فالأمر لم يتعدى كونه إداة من أدوات الضغط والحصار. خاصة وأن السودان ليس دولة ات نفوذ ولا دولة
مالية يمكن أن ترفد الخزانة الأمريكية حتى يتم التعامل معها بصورة من الصور
المتعارف عليها في تطوير العلاقات معها. وكن يجب الحفاظ عليها واستمرارها بهذا
الشكل لتحقيق هدفين . أولها الاستقرار السياسي والأمني للمنطقة . والثاني عدم
النهوض واستغلال مواردها التي تعتبرها أمريكا محزوناً استراتيجياً للأجيال
الأمريكية القادمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق