ترامب
.. والهدف بعد ميسا
عقبات في طريق التحالف
تسعى
الولايات المتحدة الأمريكية منذ مجي ترامب للبيت الأبيض بتغيير بوصلة العداء في
الشرق الأوسط كهدف استراتيجي . اساسة حفظ أمن إسرائيل وتكوين أمبراطوريتها من
النيل للفرات. فتمحور الصراع حول الإسلام
أو مايسمية العلمانيون الجدد ب"الإسلام السياسي". جاء مؤتمر وارسو
لتعزيز هذا الاتجاه وتعزيز الرغبة الأمريكية ، وبالتالي الإسرائيلية . فكان رئيس
الوزراء الإسرائيلي أسعد الناس بحضور المؤتمر للمكاسب الجمة التي أحرزها في
المؤتمر والتي كانت بعيدة المنال قبل ذلك ، وجلوسه في طاولة واحدة مع عدد من الدول
خاصة العربية والإسلامية.
تعتبر إدارة الرئيس دونالد ترامب تأسيس تحالف إقليمي
عسكري يعرف باسم "تحالف الشرق الأوسط الإستيراتيجي" أو اختصاراً بكلمة "ميسا" (MESA)، The
Middle East) Strategic Alliance ) أحد أساليب الحروب وأدواتها عبر التاريخ. فيريد ترامب تحقيق نصر
يخرج منه بأقل الخسائر الممكنة بأتباع
الحرب السياسية التي استخدمتها لمحاربة الشيوعية إبان الحرب الباردة ، حيث استخدمت
واشنطن وقتها مجموعة من التدابير السياسية والثقافية والإعلامية والإقتصادية من
خلال عدد من المؤسسات.ولكن في العهد الأمريكي الجديد استخدمت واشنطن أسليب الحرب
السياسية دون اللجو للحروب التقليدية لتحقيق أهدافها السياسية الإقليمية. يأمل
البيت الأبيض أن يخدم التحالف الجديد المصالح الأميركية بتقوية التحالف العربي
لمواجهة ما تقوم به إيران في المنطقة. ويأمل البيت الأبيض كذلك أن يخلق التحالف
الجديد جبهة محلية قوية لمواجهة الدول التي يسميها ترامب الدول المزعجة، بما يخفف
الضغوط والعبء العسكري على الولايات المتحدة في الحفاظ على استقرار المنطقة. ويأتي هذا التجمع في وارسو ضمن تطبيق ترامب سياسة أمريكا أولاً ،
ويتطلع البيت الأبيض للتخلص من جزء من عبء مواجهة التهديدات الأمنية الإقليمية
وإلقائها على عاتق حلفاء الولايات المتحدة في أنحاء العالم.
يواجه تحالف
الشرق الأوسط الإستيراتيجي "ميسا" (MESA تحديات داخلية تقعده عن المهمة التي أُنشأ من أجلها ، ولكنه ربما
يحقق هدفاً واحداً هو تقارب إسرائيل وبعض دول العالم العربي والإسرائيلي. وربما
تكتفي واشنطن بذلك. وذلك بسبب معضلة الصراعات العربية العربية، تلك الصراعات التي
اضفت مزيداً من التعقيدات على مسارات
التسوية. ما يؤشر إلى أن (ميسا) ربما يخلص إلى صفقات التهدئة. خاصة في ظل انتشار
انماط صراعات التسيوية والاستقطابات الحادة في المنطقة العربية ، وتناقضات
المصالح. ومظهرها قضايا الاشتباك الإقليمي والدولي ، وتحولت الصراعات وسط الدول
العربية والإسلامية إلى ساحات الصراع الإقليمي والدولي ، للاستفاد من الصراعات
العربية لتحقيق السيطرة والنفوذ.
يتوقع أن يولد
الناتو العربي الجديد المقترح ميتاً ، بسبب التناقضات العربية فيما بيتهم على عدد
من النقاط الهيكلية ، وأول هذه النقاط مصادر التهديد.هل هي ما تعارف عليه
المجتمعين في وارسو الإسلام السياسي، أم إيران. ثلاث دول تعتبر إيران الخطر
الأساسي: السعودية والإمارات
العربية والبحرين. وعلى النقيض
لا تؤمن بقية دول التحالف المنتظر بأن إيران تمثل الخطر الأول عليهم. كما تقف أربع
من دول الخليج ترى قطر هي من يقف بجانب الإسلام السياسي ، وتفرض في ذات الوقت
عقوبات على قطر. هذا الأمر يُعقد إمكانية حقيقية لتجاح فكرة التحالف الحديد. ،
وخروجه إلى حيز التنفيذ. كما تعتبر عملية فقدان الثقة المتبادلة بين دول اعضاء
التحالف. والسؤال الذي يحتاج لإجابة قبل الدخول في مثل هذا التحالف . هو هل طبيعة
تحديات الدول العربية والإسلامية في التحالف المنتظر تنبع من وجود تهديد عسكري
مباشر وحقيقي. ويمكن أن تكون الإجابة لا. وكن التهديد الحقيقي نابع من الوضع
الداخلي للدولة . وطريقة التعامل مع معارضات الحكومات من مجتمع الدولة نفسها.
فالمسألة ليس
الخطر من التهديد العسكري المباشر، ولكن تسغل الدول بعض مجموعاتها الداخلية لتهديد
أمن الدولة المعنية. وبالتالي معالجات الوضع الداخلي أولى من تحالفات الهدف
الأساسي منها خدمة مصالح دولة أخرى مسيطرة . وتحل مشاكلها الأمنية على أكتاف دول
أخرى. فالوضع يحتاج لرؤية فاحصة قبل الدخول في إلتزامات تتضرر منها الشعوب العربية
والإسلامية.
يبقى في
النهاية هناك أسئلة حائرة تقول هل تنجح الولايات المتحدة في معاقبة إيران كما صرح
بعض القيادات الأمريكية ،في ظل رغبة أوروبية كبيرة في التحرك بعيداً عن أهداف
وقرارات واشنطن الأحادية؟ وكذلك هل بالفعل سيكون هذا الاجتماع بداية علنية للتطبيع
العربي والإسلامي مع إسرائيل أم أن الأمر
مجرد دعاية فقط؟.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق