مستقبل التحول الديمقراطي في خطر
أثبتت
تجارب التحول الديمقراطي في السودان عقب كل مرحلة إنتقالية مصيرها الفشل وعدم
اكمال عملية التحول قاد حزب سياسي فاعل في العملية السياسية ضاقت بها الديمقراطية
انقلبت على القوى السياسي الآخرى بسند سياسي من القوات المسلحة، وبالتالي تكوين
حكومة عسكرية مسنودة بحزب سياسي ، منذ حكومة عبود مروراً بحكومة مايو وختاماً
بالانقاذ.
مما سبق
أن سبب تعثر التحول الديمقراطي هو القوى السياسية نفسها وليس القوات المسلحة أو
الانقلابات العسكرية، فشل الأحزاب السياسية في النأي عن المكاسب الشخصية والحزبية والتكتلات
دون الرؤية المستقبلية وحقوق الأجيال القادمة. فكان جيل الثورة فاقد الثقة في تلك
الأجيال. المطلوب خلال المرحلة الانتقالية هو تأسيس لعملية التحول الديمقراطي وكسر
الحلقة التي تدور محورها حول سلوك سياسي غير صادق انتج تحول ديمقراطي كاذب.
كانت
ثورة ديسمبر ضد هذا السلوك والتداول غير السلمي للسلطة والدكتاورية العسكرية أو
الدكتاتورية الحزبية، وإنكسار الأيدولوجيات أمام بريق السلطة ، في ظل دولة بدون
هدى ولاعقل ولاتفكير اللذان يقودان إلى
التخطيط السليم الذي يحكمه دستور متوافق
عليه لو في حده الأدنى .
ركبت
القوى السياسية على ظهر الثورة الشبابية، ومارست ذات السلوك والاسطوانات القديمة (المشروخة)
،وتحاول اسقاطها على مرحلة الانتقال السياسي (الحكومة الانتقالية)، فماذا حدث؟.
أولاً:
نكصت أحزاب (قحت) عن وعدها الذي قطعته على الشعب السوداني الثائر إبان الثورة
بعدم دخولها ومشاركتها في أي من الأجهزة
التنفيذية، وأنها تستعد لما بعد المرحلة الاتنقالية ويمكن لها أن تشارك في السلطة التشريعية بهدف مراقبة
أداء الحكومة وأجهزتها. ولكنها تدافعت بكثافة للدخول في الحكومة عقب تكوين لجنة إختيار الوزراء ،
فكان لها ذلك .والأن تصارع بشراسة من أجل المشاركة في ولاة الولايات، حتى وصل بها الأمر
لتدخل في خلافات مع قيادات الجهة الثورية، رغم
الاتفاق أن منطوق الوثيقة الدستورية يقول "أن الست شهور الأولى من
المرحلة الاتنقالية مخصصة للسلام.
هذا
الوضع أصاب الشباب بخيبة أمل تجاه ما آلت إليه ثورتهم واختطافها من قبل الذين أوصلوا
البلاد منذ الاستقلال لما نحن فيه، وطقت السلوكيات غير المقبولة المتمثلة في صعود الأيدولوجيات المتناقضة
والمتضادة التي دائماً ماتقود إلى الفتنة وتُعقد بعملية الانتقال السياسي ، وتعرقل
عمل الحكومة الانتقالية الذي يجب أن تقوم به.وبالتالي تعرقل عملية التحول
الديمقراطي. وهذا بدوره يؤشر إلى أن
مستقبل الديمقراطي في السودان في خطر، علاوة على أن تصريحات رئيس حزب الأمة القومي
وتلويحاته بانتخابات مبكرة، وطالب في ذات الوقت دعم الحكومة الانتقالية.
ربط هذا
الحديث مع سيرة المهدي السياسية وطريقته في التصريحات ، يوحي إلى أن عملية التحول
الديمقراطي في خطر!. وإذا كان أن الأمر غير كذلك ، ما العلاقة بين الدعوة
لانتخابات مبكرة وفي ذات الوقت يدعو لدعم الحكومة الانتقالية. ويقيناً أن
التنافسية الحزبية والكسب الحزبي على المقاعد التنفيذية في المرحلة الانتقالية هي
أس الداء الذي أفشل ثورات وحراك الشباب في المنطقة ولا سيما الثورة السودانية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق